حديث التقريب ..

إيران مقاومة وعرفان

إيران مقاومة وعرفان

إيران مقاومة وعرفان

في الذكرى الثالثة لانتصار الثورة الإسلامية، أي قبل 42 عامًا صدر كتاب «الإسلام يقاوم/ طريق الثورة نحو الاصالة الإسلامية» ذكر المؤلف فيه أنه صورة مصغرة عن مقدرة الإسلام على مقاومة ألوان التحديات في الجهورية الإسلامية. والعناوين البارزه فيه:

  • الإسلام يقاوم التقوقع والانعزال
  • الإسلام يقاوم الحرب الإعلامية
  • الإسلام يقاوم الهجمات المسلحة
  • الإسلام يقاوم الغزو الثقافي
  • الإسلام يقاوم الضغوط الاقتصادية

وعزا المؤلف هذه القدرة على المقاومة وعلى تحقيق الانتصارات إلى:

  • عامل الامداد الغيبي
  • عامل الفطرة الإنسانية
  • عامل طبيعة الرسالة الإسلامية

لئن كانت تجليات الـمقاومة مشهودة بوضوح آنذاك في الجمهورية الإسلامية، فإنها اليوم وبعد  أكثر من أربعين عامًا مشهودة في مساحة كبيرة من عالمنا الإسلامي عامة وفي بلدان محور المقاومة بشكل خاص، وفي فلسطين وغزّة بشكل أخصّ.

والمقاومة تتجلى اليوم أيضًا في نفس العناوين التي ذكرها الكتاب المذكور وعوامل الاقتدار على استمرار هذه المقاومة هي نفسها المذكورة هناك.

ولا تزال الجمهورية الإسلامية الإيرانية تتحمل القسط الأكبر من التحديات، ولا تزال تشكل محور مقاومة هذه التحديات، وما نسمعه بين الفينة والأخرى من أعمال ارهابية في نقاط مختلفة من إيران، وما نسمعه من ضغوط اقتصادية تستهدف شلّ الحركة الاقتصادية وما يثار حولها من ضجيج اعلامي باسم الدفاع عن المرأة وعن حقوق الإنسان هو من مظاهر هذه التحديات. ولكن ما نسمعه أيضًا من انتصارات باهرة في حقل التنمية والتصنيع وإعداد القوة العسكرية والأمنية والثقافية والسايبرية والفضائية والفنية بشكل المعالم البارزة للمقاومة أمام الارهاب والضغوط.

هذه المقاومة الشاملة نراها تجري جنبًا إلى جنب مع تعميق مشاعر العرفان بين فئات الشعب الإيراني وخاصة فئة الشباب.

وهذا الاقتران بين المقاومة والعرفان هو ممّا بثّه الامام الراحل الخميني(رض) في أجواء ايران منذ بداية الثورة الإسلامية، وتواصل وتعمّق على مرّ الأيام، وأصبح المنهج العملي لفئات الشعب الإيراني.

في سنوات الحرب المفروضة على إيران كان المقاتلون يؤدون صلواتهم ونوافلهم ويتلون أدعيتهم وأذكارهم الى جانب خنادقهم، والجماهير رجالاً ونساء كانت قد اتخذت من المساجد مراكز لإمداد جبهات القتال بكل ما تحتاجه من خدمات.

وحين وضعت الحرب أوزارها بقيت شعلة المقاومة في ايران مقرونة بالعرفان متوهجة في النفوس. واليوم نراها تدعم جبهة المقاومة بكل ما لديها من إمكانات، ثم تواصل تعميق روحها العرفانية على مرّ الشهور وخاصة شهر شعبان ورمضان.

وسائل الاعلام الإيرانية تبثّ كل يوم تقريبًا وصايا الإمام الخميني لاستغلال شهر شعبان في التزكية والعرفان.

تبثّ كل يوم تقريبا ما أوصى به الإمام الراحل من تلاوة (المناجاة الشعبانية) والتدبر في مفاهيمها العرفانية، ويؤكد رضوان الله عليه على أن هذه المناجاة مما اهتمّ بها كل أئمة أهل البيت عليهم السلام اتباعًا لرسول الله(ص).

وهذه المناجات فيها من العمق ما يدفع إلى التفكير فيما يجب أن يتحلّى به الإنسان في حياته من ارتباط بربّ العالمين. ومما جاء فيها:

إِلَهِی هَبْ لِی كمَالَ الانْقِطَاعِ إِلَیْك وَ أَنِرْ أَبْصَارَ قُلُوبِنَا بِضِیَاءِ نَظَرِهَا إِلَیْك حَتَّی تَخْرِقَ أَبْصَارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ إِلَی مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ وَ تَصِیرَ أَرْوَاحُنَا مُعَلَّقَهً بِعِزِّ قُدْسِك إِلَهِی وَ اجْعَلْنِی مِمَّنْ نَادَیْتَهُ فَأَجَابَك وَ لاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِك فَنَاجَیْتَهُ سِرّا وَ عَمِلَ لَك جَهْرا

اقتران المقاومة بالعرفان نهج كل العارفين المجاهدين في أرجاء العالم الإسلامي.. وجدنا مظاهره بوضوح في الجزائريين وهم يقاومون الاحتلال الفرنسي في الماضي القريب ونجده الآن في رجال جبهة المقاومة وهم يواجهون أمريكا والصهيونية، وخطابهم ومواقفهم اليومية تؤكد ذلك. وهذا هو عامل ما حققوه من انتصارات على أعتى عدوّ وأقسى عدوّ عرفه التاريخ.

 

                                             المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية

                                                               الشؤون الدولية